بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المراد بالذنوب والمعاصي : ترك الواجبات الشرعية او ارتكاب المحرمات بالشرع
ويطلق عليها المعصية , الخطيئة , الاثم , والسيئة
خطرها والتحذير منها :
انها مبعدة عن الله تعالى ،وعن رحمته
ومقربة الى سخطه والنار
وكلما استمر العبد في كسب الخطايا ابتعد عن موالاه اكثر
ولذلك جاءت النصوص الكثيره تحذر من الذنوب وتبين عقوبتها
وما اصاب الامم الماضيه بسبب ذنوبها
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
(( اجتنبوا السبع الموبقات .... ))
الحديث فأمر صلى الله عليه وآله وسلم بـ( إجتناب ) الذنوب
وكلمة إجتناب أبلغ مما لو نهى عن اقترافها
لان الاجتناب يقضي ترك الذنب وما يوصل اليه ثم انها مهلكة لمن فعلها
انواع الذنوب:
تنقسم الذنوب الى قسمين كبائر وصغائر والادله على التقسيم كثيرة :
1- من القران قال تعالى : (ان تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم .... )
2- قال تعالى : (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم .... )
3- قال صلى الله عليه وآله وسلم : (( الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهن مالم تغش الكبائر ))
الكبائر: من الكبائر صراحة مثل :
الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرم الله والسحر وشهادة الزور وغيرها
واما مالم يرد دليل خاص بتسميته كبيرة فقد اجتهد العلماء في وضع ضابط تعرف به الكبيرة من غيرها
فقالوا في تعريف الكبيرة : هي كل معصية دل دليل على تغليظ تحريمها
اما بلعن او غضب او عذاب او نار او حد في الدنيا ونحو ذلك
الصغائر:
الصغيرة هي مالم ينطبق عليها حد الكبيرة ، ومن امثلتها :
الخروج من المسجد بعد الاذان لغير حاجه ، وترك اجابة الدعوة لعرس بدون عذر
وترك رد السلام ، وعدم تشميت العاطس الذي حمد الله , وغير ذلك
التحذير من الاستهانه بالصغائر :
مما يدل على خطورة الاستهانة بالصغائر مايلي :
1-ان من الواجب على المسلم ترك جميع مانهى الله عنه ورسوله
لافرق في ذلك بين الصغائر والكبائر
قال صلى الله عليه وآله وسلم : (مانهيتكم عنه فاجتنبوه)
2-ان ترك الذنب تعظيم لحق الله تعالى على العبد وتعظيم لما نهى عنه ورسوله
لذلك قال بلال بن سعيد رحمه الله : ( لاتنظر الى صغر الخطيئه ، ولكن انظر الى من عصيت )
3-انه قد ورد التحذير من التهاون بالصغائر بنص خاص
وذلك في قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( إياكم ومحقرات الذنوب فانما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم
نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود
حتى جمعوا مانضجوا به خبزهم
وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه ))
4- ان الصغيرة قد تجر الى غيرها من الصغائر او الكبائر
وهذا انما يكون من استدراج الشيطان للعبد
قال تعالى : (يايها الذين امنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان)
5-ان الصغائر تتحول الى كبائر بعدة اسباب منها :
1-الاستمرار عليها والاعتماد له
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار )
2-الفرح بفعلها او الافتخار به
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
(( كل امتي معافى الا المجاهرين
وان من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله
فيقول : يافلان قد عملت البارحة كذا وكذا
وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه ))
3- ان تصدر عمن يقتدى به الناس
لأنه بفعله يتسبب في اغواء الناس فيكون عليه وزر نفسه ومثل اوزارهم
آثار الذنوب والمعاصي :
للذنوب والمعاصي آثار سيئة على الفرد والمجتمع :
1- على الفرد : تظهر آثارها على الفرد ظلمة القلب وعدم انشراحه وابتلاه بالمصائب والمشاكل وقلة التوفيق
وقد يرى على بعض العصاة آثار النعمة والسرور
وانما هذا استدراج من الله تعالى لهم حتى اذا اخذهم لم يفلتهم
قال تعالى : (واُملي لهم ان كيدي متين)
وقال تعالى : ( ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيراً لانفسهم انما نملى لهم ليزدادوا اثماً ولهم عذاب مهين )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (( ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ))
2- وعلى المجتمع :
وتظهر اثارها على المجتمع بكثرة الامراض والاوبئة
واختلال الامن وظهور الخوف وفقد الطمأنينة
وقلة الامطار او كثرتها كثرة مؤذية وظهور الزلازل والبراكين والحروب المدمرة
ولا يغتر المسلم بظهور النعم عند الكفار فان ذلك من استدراج الله لهم
ولان الله عجل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا كما ثبت ذلك عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
كيفية الوقاية من الذنوب والتخلص منها :
على المجتمع محاربة الذنوب والمعاصي بانواعها
وذلك بالتكاتف على ازالتها والتناصح فيما بينهم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
ولأن التساهل بذلك قد يكون سببا في سخط الله وعقوبته
قال تعالى
لـُعن الذين كفروا من بنى اسرئيل على لسان داود وعيسى ابن مريم
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون , كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون )
وعلى الفرد واجب ايضاً
بالتوبة النصوح وكثرة الاستغفار
ودعاء الله تعالى ان يغفر الذنوب واستشعار مراقبة الله
والاستكثار من فعل الحسنات المكفرة للسيئات
كما ان عليه البعد عن الاسباب الموقةه في الذنوب
والتي منها : الجهل بحق الله تعالى
والتهاون بالمعصية ، ومقارنة العصاة ، والفراغ وضعف الايمان
وفقنا الله وإياكم أجمعين
والحمد لله رب العالمين
اللهم صلِ على محمد وآله الطيبين الطاهرين
تحياتي